في كتاب عجائب احكام اميرالمؤمنين(علیه السلام)(1):وعنه اي عن الاصبغ بن نباتة، بالاسناد الاتي وهو محمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن جده، عن محمد بن الوليد، عنمحمد بن الفرات، عن الاصبغ بن نباتة ، قال: بعث ملك الروم رسولا الى المدينة ودفع اليه مالا جليلا، وقال: ادفعهالى محمد، فان لمتلحقه فسل عن وصيه، فان دلوك عليه فاسالهعن ثلاث مسائل، ان اجابك فيها فادفع اليه المال.
فوافى الرجل المدينة وقد توفي رسول اللّه(صلي الله عليه و آله) فسال عن وصيه، فدلوه على ابي بكر، فدنا منه، وساله عن المسائل، فغضب وقال: ويلك ازددت كفرا الى كفرك، فدلوه على عمر، فقال له مثل مقالةابي بكر.
فقال ابن عباس: ما انصفتما الرجل، سالكما عن مسائل فلم تجيباه،ولم تقولا له: لا نعلم، ثم غضبتما عليه! فقالا له: فانت تعلم جوابها.
قال: لا اعلمه، ولكني اعرف من يعلمه.
ثم اخذ بيد الرجل وجاء معه ابو بكر وعمر الى باب اميرالمؤمنين(علیه السلام)، فاخرجوه من منزله وعلى اذنه القلم واصابعه بالمداد ، فاخبره ابن عباس خبر الرجل.
فقال امير المؤمنين(علیه السلام): سل عما بدا لك.
فقال الرجل: اخبرني عما ليس للّه.
قال(علیه السلام): ليس للّه شريك.
قال: فاخبرني عما لا يعلمه اللّه.
قال(علیه السلام): هو ما تقولون ان عيسى(علیه السلام) ولده فلا يعلم ان له ولدا كماتقولون.
قال: فاخبرني عما ليس عند اللّه.
قال(علیه السلام): ليس عنده ظلم العباد.
ومعنى لا يعلم ان له ولدا فهو قوله تعالى: (ويعبدون من دون اللّه ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه قل اتنبئون اللّه بمايعلم في السماوات ولا في الا رض سبحانه وتعالى عمايشركون)(2).
فقال الرجل: اشهد ان لا اله الا اللّه [وحده] ، وانمحمدارسول اللّه، وانك وصي محمد(صلي الله عليه و آله)، ثم دفع اليه المال، فدفعه اميرالمؤمنين الى الحسن والحسين(علیهما السلام)، وقال لهما:
اذهبا فاقسماه بين المسلمين.
1-جائب أحكام اميرالمؤمنين تأليف: العلامة السيد محسن الأمين العاملي (قده) قضايا امير المؤمنين (علیه السلام): ح4.
2 – سورة يونس: 18.