ايمان أبي طالب
سؤال 66 : لو تفضّلتم علينا بإيضاح ما يثبت ايمان أبوطالب والد الإمام علي(عليه السلام) من كتب أهل العامة.
الجواب : ايمان كلّ شخص يظهر من كلامه وأقواله وأفعاله وسلوكه ونحن نذكر فقط أقواله ونحيل القارئ إلى كتاب الغدير جلد 7 ص 369 إلى آخر الكتاب في بقيّة الأدلّة.
أما أقواله فهي صريحة في ايمانه وإسلامه واعتقاده الراسخ بنبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله) وقد ذكر في كتب السير والتواريخ وكتب الحديث أشعاراً لأبي طالب تنادي بأعلى صوتها بايمانه الراسخ :
1ـ منها ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن إسحاق، قال أبوطالب أبياتاً للنجاشي يحضّه على الدفاع عن المهاجرين إلى الحبشه:
ليعلم خيار الناس أنّ محمداً *** وزير كموسى والمسيح بن مريم
أتانا بهدى مثل ما أتيابه *** فكل بامر الله يهدى و يعصم
و انكم تتلونه في كتابكم *** بصدِ حديث لا حديث المبرجم)
2ـ و منها قوله في النبي(صلى الله عليه وآله) :
أمين حبيب في العباد مسوّم *** بخاتم رب قاهر في الخواتم
يرى الناس برهاناً عليه وهيبة *** وما جاهل في قومه مثل عالم
نبي أتاه الوحي من عند ربه *** ومن قال: لا يقرع بها سنّ نادم
3ـ ومن شعره في سيرة ابن هشام ج 1 ص 373 و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 313:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمّداً *** رسولاً كموسى خط في أوّل الكتب
وإن عليه في العباد محبّة *** ولا حيف فيمن خصه الله بالحبّ
4ـ ومن شعره قوله كما في شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 312 مخاطباً لقريش عند ما طلبوا منه تسليم النبي(صلى الله عليه وآله) لهم ليقتلوه:
على ما مضى من بغيكم وعقوقكم *** وغشيانكم في أمرنا كلّ مأثم
وظلم نبي جاء يدعوا إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
فلا تحسبونا مسلميه ومثله *** إذا كان في قوم فليس بمسلم
5ـ ومن شعره كما في تفسير الثعلبي قال قد اتفق على صحة نقل هذه الابيات عن أبي طالب مقاتل وابن عباس والقسم بن محضرة وعطاء بن دينار، قال مخاطباً النبي(صلى الله عليه وآله):
والله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى اوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك لا عليك غضاصه *** وابشر بذاك وقرّ منك عيونا
ودعوتنى وعلمت أنك ناصحي *** ولقد دعوت و كنت ثمّ أمينا
ولقد علمت بأن دين محمّد *** من خير أديان البريّة دينا
وزاد القرطبى وابن كثير على هذه الابيات:
لولا الملامة أو حذارى سبة *** لوجدتنى سمحاً بذاك مبيناً
و لكن قال السيد احمد ذينى دحلان في أسني المطالب ص 14 فقيل إن هذا البيت موضوع أدخلوه في شعر أبي طالب وليس من كلامه مضافاً إلى أن أقصى ما في هذا البيت أنّه خاف من إظهار إسلامه علانية وإعلام ذلك لقريش إذ علم بأنه سوف يسقط محله عند قريش فلا يتمكن من نصرة النبي(صلى الله عليه وآله)وهو صريح قوله (لوجدتنى سمحاً بذاك مبيناً) أي مظهراً وأين هذا من عدم اعتناِ الدين في نفسه والعمل بمقتضاه ولو كان مقصوده عدم الخضوع للدين لكان تهافتاً واضحاً بينه وبين الأبيات السابقة التي ينص فيها بأنّ دين محمّد (صلى الله عليه وآله) خير أديان البريّة وأنه صادِ في دعوته وأمين على دينه.
6ـ ومن شعره كما أخرجه البخارى في تاريخه الصغير وابن عساكر وابن الأثير و أبونعيم وابن حجر وغيرهم يمدح النبي(صلى الله عليه وآله):
لقد أكرم الله النبي محمّداً *** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
و شق له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود و هذا محمّد
7- ومن شعره المشهور:
انت النبي محمد *** قرم اغر مسود
لمسودين اكارم *** طابوا وطالب المولد
8ـ و قال ابن أبي الحديد في شرحه ج 3 ص 314 قالوا واشتهر عن عبدالله المأمون أنّه كان يقول أسلم أبوطالب والله بقوله:
نصرتُ الرسول رسول المليك *** ببيض تلألا كلمع البروِ
أذبّ وأحمي رسول الإله *** حماية حام عليه شفيق
9ـ قوله مخاطباً عظماء قريش، بل كلّ العرب في ضمن قصيدة:
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذّب *** لدينا ولا نعبأ بقول الأباطل
لعمري لقد كلفتُ وجداً بأحمد *** وأحببته حب الحبيب المواصل
فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها *** وزيناً لمن والاه رب المشاكل
فأيّده رب العباد بنصره *** وأظهر ديناً حقه غير باطل
10ـ وقال في وصيته:
اوصى بنصر نبي الخير أربعة *** ابنى علياً و شيخ القوم عباسا
و حمزة الأسد الحامي حقيقته *** وجعفر أن تذودوا دونه الناسا
كونوا فداءً لكم اُمّي وما ولدت *** في نصر أحمد دون الناس اتراسا